الثلاثاء، 25 أبريل 2017

التأثيرات الضارة للمواد الكيميائية على البيئة وصحة الانسان




التأثيرات الضارة للمواد الكيميائية 

على البيئة وصحة الإنسان


أصبح استعمال المواد الكيميائية مترافقا لأي نشاط بشري في كل مجالات الحياة, وهذه المواد لها تأثيرا سلبية على جسم الإنسان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر, خاصة إذا عرفنا أن عدد هذه المواد في ازدياد مستمر، ومن المتفق عليه أنه ليس هناك مادة كيميائية أمينة كليا وبالمقابل ليس هناك مادة كيميائية يمكن اعتبارها ضارة تماماً.‏ وقد عانى الكيميائيون في العصور الوسطى من أمراض الوهن وغيرها بسبب أضرار المواد المتفجرة والسامة التي عملوا بها, وبدأت تظهر المشاكل البيئية الجدية في أوروبا مع بداية القرن السابع عشر بسبب الغبار المنبعث من المناجم, إضافة إلى إنتاج الصبغة والمواد الكيميائية الأخرى من قطران الفحم  الحجري في ألمانيا خلال القرن الثامن عشر, مما أدى إلى ظهور مركبات ثانوية سامة وملوثة للبيئة, وتزايدت كميات وأعداد المركبات  الكيميائية المنتجة في القرن التاسع عشر بشكل مضطرد ومنها بقايا الفولاذ والحديد  وفضلات البطاريات الرصاصية ومصافي البترول ومعها تزايدت كمية الملوث في المواد الضارة المطروحة في البيئة, ومع بداية القرن العشرين تحول هم الإنسان من حماية نفسه من أخطار البيئة إلى حماية البيئة من أخطاره ‏وقبيل الحرب العالمية الثانية ازداد انتاج المواد المؤذية من المصادر المختلفة كتصنيع المواد الكلورية والمبيدات والمواد البلاستيكية والدهانات وغيرها، وتصرف مبالغ كبيرة من أجل تنظيف الأماكن من الملوثات والمواد الكيميائية المؤذية, وذلك لتجنب انتقالها إلى الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان, عن طريق تراكم ملوثات إحدى مكونات البيئة التي يتواجد فيها (هواء – ماء -تربة) ولو بكميات ضئيلة وعلى امتداد الزمن, وهذا يؤدي إلى تسمم مزمن لا يشعر به المرء إلا بعد أن يصبح تركيزه في الجسم عاليا جدا إلى درجة حدوث التسمم الحاد نتيجة لحدوث تفاعلات منتظمة داخل الجسم الحي بسبب التأثير المتبادل بين المادة الكيميائية المتراكمة والجسم الحي، ‏ويعد التلوث بالنفط من أهم مصادر التلوث في المياه البحرية إضافة الى العناصر الثقيلة كالنيكل والرصاص والزئبق. أما الأمونيا من أكثر ملوثات الأنهار تواجدا وهي من نتاج المصانع أو تأتي من مياه المجاري التي تطرح في الأنهار, وكذلك المبيدات العشبية تعتبر من أكبر مصادر تلوث الأراضي الزراعية والمياه الجوفية بالمواد العضوية, بالإضافة الى انطلاق أكاسيد الآزوت من تخمر الأسمدة الآزوتية في التربة بفعل البكتريا مما يؤدي الى تهتك طبقة الأوزون الحامية للأرض من تأثير الأشعة فوق البنفسجية، ‏‏وتختل لتأثيرات الضارة للمواد الكيميائية باختلاف أنواعها, وتكمن التأثيرات الأكثر ضررا في محورين اثنين أساسين هما سمية المواد الكيميائية وقدرة المواد الكيميائية على تحريض السرطان.‏
إن أبسط مثال عن حوادث التسمم هو التسمم بغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن عوادم السيارات حيث يدخل هذا الغاز الى الدورة الدموية فيرتبط مع هيموغلوبين الدم, مما يؤدي حرمان الخلايا في الجسم من الأوكسجين اللازم لحرق السكريات وإنتاج الطاقة اللازمة لعمل الجسم البشري وبالتالي حدوث التسمم الذي يؤدي في النهاية الى الوفاة .ان الأسمدة والمضافات الغذائية والأدوية ومواد التنظيف والوقود وما إلى هنالك من مواد كيميائية تنجم عنها مخاطر جسيمة في حالة استخدامها غير الآمن على صحة الإنسان والبيئة معا.
لقد أصبحت المواد الكيميائية جزءا من حياتنا, تدعم العديد من الأنشطة, فهي ضرورية لغذائنا (الأسمدة, المضافات الغذائية). ولصحتنا (الأدوية ومواد التنظيف) إلا أن هذه المواد قد تعرض صحتنا للخطر وتلوث بيئتنا في حال عدم استخدامها بالشكل الملائم.. وقد أصبح إنتاج واستخدام المواد الكيميائية من العوامل الأساسية في التطور الاقتصادي لجميع الدول النامية والمتطورة. ‏وان زيادة  الإنتاج تعني زيادة في عمليات التخزين والنقل والتداول والاستخدام والتخلص من النفايات.. ودورة الحياة الكاملة هذه للمادة الكيميائية يفترض أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى تقييم أخطارها وفوائدها.
                      
* روان الحارثي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الكيمياء