المفاهيم الخاطئة
المفاهيم الخاطئة: هي التصورات الذهنية التي يقوم الشخص ببنائها لفهم العالم وتفسيره نتيجة لانخراطه المباشر في العالم ، وممارساته الواقعية فيه، ولكن هذه التصورات قد تختلف كليا او جزئيا عن الافكار والمفاهيم العلمية المقبولة .وقد تكون هذه المفاهيم عبارة عن مفاهيم مسبقة لدى الطلاب أو مفاهيم مدرسية خاطئة.
v مصادر المفاهيم الخاطئة:
1- المفاهيم المسبقة لدى الطلبة. يمتلك الطلبة مفاهيم خاصة اكتسبوها من التعليم السابق أو من خلال الملاحظة من حياتهم اليومية. هذه المفاهيم لا تتطابق في العادة مع المفاهيم العلمية الموجودة لديهم. ولا يمكن وصف هذه المفاهيم السابقة على أنها غير صحيحة بل يمكن وصفها على أنها أفكار:
- أصلية أو افكار علمية مسبقة.
- مفاهيم مسبقة لدى الطلاب.
- أفكار بديلة.
ومن الأمثلة على المفاهيم السابقة التي يحملها الطلاب: الشمس تدور حول الأرض، يتم امتصاص (حفرة الماء الصغيرة) من قبل أشعة الشمس، الخشب من الشجرة يأتي من البذرة. وفي موضوع التفاعلات الكيميائية الطلاب يرى الطلاب أن الذوبان وتغير حالة المادة عبارة عن تفاعلات كيميائية. وان التركيب الكيميائي للمادة يختلف عند تحول المادة من حالة إلى أخرى. وغيرها الكثير...
ولمواجهة مثل هذه الأفكار يجب على المعلم اكتشاف الأفكار المسبقة قبل البدء بالعملية التعليمية. ثم التخطيط للدرس بحيث يتم دمج المعلومات الجديدة مع هذه المفاهيم في محاولة لاثبات خطتها واكساب الطلاب المعلومات الجديدة الصحية.
1- المفاهيم الخاطئة من صنع المدرسة: هناك بعض المفاهيم الخاطئة يكتسبها الطالب أثناء العملية التعليمية تكون بسبب أخطاء في الأساليب التعليمية المستخدمة، هذه المفاهيم قد تتطور لتصبح مفاهيم خاطئة عند الطالب.
أحد الأمثلة حول هذا النوع من المفاهيم الخاطئة، مثال تركيب الأملاح حيث يتعلم الطالب نظرية التفكك لدى ارهينيوس التي تنص على أن جزيئات الأملاح التي وُجدت في الأملاح الصلبة تتحلل الى أيونات عند اذابتها في الماء. إلا أنه اليوم من المعروف أن الملح لا يتكون من جزيئات وأن الأيونات موجوده حتى في الأملاح الصلبة ولا تنشأ فقط عندما يذوب الماء. في مثل هذه الحالة الطلاب يتكون لديهم مفهوم خاطيء حول الأيون. هذا المفهوم الخاطيء يتطور خلال الحصة ويحملها الطالب في الدروس اللاحقة.
أمثلة آخرى:
كلوريد الصوديوم يتكون من ذرات صوديوم وذرات كلور، كل ذرة كلور تأخذ الكترون من ذرة الصوديوم لذلك ستحصل ذرة الكلور على شحنة كهربائية سالبة وذرة الصوديوم شحنة كهربائية موجب.
• التفاعلات الكيميائية: انه من التقليدي في دروس الكيمياء القيام بفصل التفاعلات الكيميائية عن العمليات الفيزيائية .
ان تشكل كبريتيد المعادن من عناصرها من خلال تحرير الطاقة يُوصف بأنه تفاعل كيميائي في كل مرة. على العكس، فإن تحلل المواد في الماء يعتبر دائماً انه "عملية فيزيائية" لأن المادة "لا تتغير بالفعل" ويمكن اعادة المادة المتحللة الى حالتها الأصلية من خلال أليات فصل "فيزيائية".
هيدروكسيد الصوديوم (تفاعل كيميائي أم عملية فيزيائية ):
• عند اذابة هيدروكسيد الصوديوم في الماء فإن الناتج سيكون محلول لا لون له يطلق الحرارة؛ المحلول يوصل الكهرباء وينتج درجة حموضة عالية، فالطلاب المراقبون يعتبرون هذا المحلول على انه مادة جديدة وأن الحرارة الناتجة تشير الى انه تفاعل ينتج عنه حرارة.
من هذا المثال يتضح بانه لا معنى من فصل المادة الى "عمليات كيميائية" و"عمليات فيزيائية" ، واذا اعتدنا القيام بذلك بهذه الطريقة فإن المفاهيم المدرسية الخاطئة تظهر بشكل آلي ويكون سببها طرق التدريس التقليدية في المدرسة.
2- اللغة العلمية والمفاهيم لدى الطلبة:
المفاهيم الحديثة لا تدوم طويلا وتتأثر بسهولة فور الانتهاء من الدرس. بينما المفاهيم التي بقيت لسنوات طويلة متجذرة ومتأصلة، لذلك من الضروري التركيز على المفاهيم وإعادتها لكي يتم ترسيخها. والطلاب سوف يقوموا بمناقشة تلك المفاهيم العلمية الجديدة مع الأقارب والأصدقاء سوف يتعرضون لللغة العامية ولغة الحياة اليومية بالرغم من أنهم يعرفون قانون حفظ الكتلة إلا أنهم يضطرون للتعامل مع عبارات مثل "ذهبت المادة عند الاحتراق" أو "بقعة الماء زالت".
وعلى المعلم مساعدة الطلاب في تجنب التعامل مع مثل تلك العبارات العامية ومن ثم يصبح لدى الطلاب المقدرة مناقشة تلك القضايا مع الاقارب والأصدقاء، وبهذه الطريقة يصبحوا اكثر كفاءة وأكثر مقدرة على مواجهة النقد. مثل هذه القدرات بالتأكيد له تأثير إيجابي على المجتمع حيث أن مثل تلك المفاهيم لا تبقى تُناقش باللغة العامية بل يصبح لدى الطلاب المقدرة على استخدام المصطلحات العلمية وتمريرها للأقارب والأصحاب.
تظهر المفاهيم المدرسية البديلة لان هناك مشكلة في استخدام في المصطلحات واللغة وخصوصاً فيما يتعلق بالمواد والجزيئات والرموز الكيميائية التي يصعب التفريق بينها. فإذا تم وصف التفاعل الجاري بالمعادلة التالية:
HCL + NaOH → NaCL + H2O
فعند ذلك لا توجد فرصة لدى الطلاب لتطوير نموذج من عقولهم يستخدم الأيونات على انها الجزيئات الأصغر. وعند سؤالهم عن الأساس الذي تقوم عليه المعادلة عند ذلك يتوصل الطلاب لنموذج عقلي ل "جزيئات H-CL" و "جزيئاتNa-O-H " . اذا استطاع الطالب مناقشة انواع الأيونات محاليل حمض الهيدروكلوريك وهيدروكسيد الصوديوم، واذا استطاع الطالب توضيحها بالرسومات فإنه من الممكن لدى الطالب ان يقوم بتنمية نموذج عقلي صحيح ولغة علمية في هذا المستوى. وهذا أيضاً يمكنهم من تفسير معادلة التفاعل السابق بمساعدة الرموز الأيونية.
v استراتيجيات فعالة للتعلم والتعليم:
يجب أن يبدأ جميع التدريس من خبرة الطلاب ويجب أن تبنى وتنظم كل معلومة جديدة وفقاً لخبرات الطلاب فبدون التعامل مع المفاهيم الخاطئة فإنه لن يكتسب الطالب المفاهيم الجديدة والصحيحة. ولا يجب لذلك تجاهل المعرفة السابقة لدى الطلاب ولكن يجب استبدال المعرفة السابقة بالجديدة. لذلك كهدف مهم يجب على الطالب أن يعبر عن مفاهيمه السابقة خلال الحصة.
كيف يمكن التعامل مع الافكار السابقة؟
- ترك الطلاب يعبرون عن المفاهيم التي لديهم خلال الدرس حتى يدركوا التناقضات الموجوده بين أفكارهم والأفكار العلمية الحديثة.
- اظهار التناقضات الموجوده لدى الطلاب من خلال التفسيرات التي يقدموها.
- اظهار التناقضات بين المفاهيم السابقة لدى الطلاب والمفاهيم العلمية الحديثة.
- اعطاء الطلاب فرصة لبناء تراكيبهم التعليمية الخاصة بهم.
لعلاج المفاهيم السابقة:
1. يجب أولا مناقشة المفاهيم الخاطئة والتوصل لتفسيرات علمية بعد ذلك.
2. تعريض الطلاب للمفهوم الجديد، ومن ثم مواجهتهم بالاخطاء الشائعة المعروفة ومن خلال مقارنة الفكرة العلمية بالافكار الخاطئة التي تم تقديمها قد يركز الطلاب على المفاهيم العلمية الحديثة.
لذلك علينا أن نبحث في المواضيع التي نعلمها عن المفاهيم الخاطئة التي يحملها الطلاب، أو التي قد تتكون عند تعليم موضوع معين، حتى لا تكون عائقاً لنا أثناء التعليم، وتكون حاجزاً لفهم طلابنا.
*جملاء الهذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق